الخميس، 12 يناير 2012

الله جميل يحب الجمال


روى الإمامان أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، فقال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" يقول الدكتور محمد رأفت عثمان ومعني "بطر الحق" أي دفعه وانكاره ترفعا وتجبرا، ومعني "غمط الناس" – وفي رواية "غمص الناس"و الكلمتان بمعني واحد-أي احتقار الناس. والحديث يتضمن أمورا عديدة منها: -أن الكبر مانع من دخول الجنة وإن بلغ في القلة إلي الغاية ، ولهذا ورد التحديد بمثقال ذرة. - العلماء مختلفون في المعني، فالخطابي يذكر فيه وجهين ، أحدهما، أن المراد التكبر عن الإيمان ، فصاحبه لا يدخل الجنة أصلا إذا مات عليه، والوجه الثاني ، أنه لا كون في قلبه كبر حال دخول الجنة، كما قال تعالي "ونزعنا ما في صدورهم من غل" - لم يقتنع النووي بهذين الوجهين، وقال فيهما بعد، وذلك لأن الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر المعروف وهو الارتفاع عن الناس واحتقارهم ودفع الحق، ثم فال ك فلا ينبغي أن يحتمل علي هذين التأويلين المخرجين له عن المطلوب، بل الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخلها بدون مجازاة إن جازه، وقيل لا يدخلها مع المتقين أول وهلة، (نيل الأوطار للشوكاني ج2 ص109).