الأربعاء، 22 فبراير 2012

يا صاحب الذنب الثقيل باب التوبة مفتوح


عبد الرحمن غياث انقضت سنوات من عمره وهو يرفل في ثياب العافية، وينعم بصحبة الأحبة، يتقلب في أنواع المآكل والمشارب، يرسل الضحكات هنا وهناك، وهو مع ذلك كله غافل عما خلق له، ساه عما يراد منه، قد ملأ أوقاته بالقيل والقال، وغرق في وحل الرذيلة، وعاش دهراً بعيداً عن الفضيلة، لم يذق منذ زمن حلاوة الصلاة، ولا شعر بهدوء الصيام. ولكنه أفاق.. أنبه ضميره، وعاتبه فؤاده حين رأى أتربه الذين عاشرهم زمن الطفولة ثم فقدهم بل فقدوه، رآهم وقد حفظوا القرآن، وتفوقوا في دراستهم، وسعوا في مرضات ربهم، فخر على وجهه باكياً تائباً، شاكياً حاله يقول: كم حادثة ذويت فيها همتــــــــــي وعقدت فيها خير مؤتمـــــــراتي وشربت فيها الكأس حتى خلتني أدمي فؤاد الكأس بالرشفــــــات وجعلت فيها الليل يكره نفســـــــه من سوء ما أجنيه في سهراتي وجمعت للتذكار ألفي صــــــــــورة أفنيت في تصويرها عدســـــاتي ودعوت أصحابي أذيب قلوبهـــــــم بمغامرات اللهو في رحلاتــــــــي لا تسألوا عني ولا تتعجبــــــــــــوا مني ولا تبكوا على سقطــــاتي أنا فارس يغزو ميادين الهـــــــــــوى فسلوا بقاع اللهــــو عن غـزواتي أنا لست وحدي في طريق متاهتي أبناؤكم في اللهو بالعشــــــــرات ثم رفع رأسه قائلاً: دمعي أمام جدار الليل ينسكـــــب وجمرة في حنـــايا القلب تلتهب وليلة نجمها يشكو تطاولهـــــــــــــا وبدرها ذابل العينيـــــــــن مكتئب وصورة لضياع العمــــــــــــــــر قـاتمة تسعى إلىَّ ومن عيني تقتــــرب ووحشة في فؤادي أستريــــــح لها كأنني بين أهل الدار مغتــــــــرب قولوا معي لهذا النادم، وبشروه أن ربنا يقول: ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي من حديث أنس وقال الألباني حديث حسن. ويقول ربنا - تبارك وتعالى -: ((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئاً)) رواه الطبراني والحاكم من حديث ابن عباس، وقال الألباني حديث حسن. فبادر بالتوبة فإن بابها مفتوح